القلة لغة الحب العظيم، وقيل: الجرة العظيمة، وقيل: الجرة
عامة، وقيل: الكوز الصغير([1])، سميت بها؛ لأن الرجل
القوى يقلها أي يحملها: وكل شئ حملته فقد أقللته. والقلال مختلفة بالقرى العربية: وقلال
هجر –أي هجر المدينة- من أكبرها، وهي المراد، لحديث رواه الشافعي في الأم: (إذا كان
الماء قلتين بقلال هجر لم يحمل خبثا) ([2])
والقلة اصطلاحا : معيار لمقدار معين الحجم، والمذهب عند
الشافعية أن القلة ما يتسع لمئتين وخمسين رطلا، لما رواه الشافعي عن مسلم بن خالد
الزنجي عن ابن جريج أنه قال: (رأيت قلال هجر فإذا القُّلة منها تَسع قِرْبتين أو قربتين
وشيئا). أي من قرب الحجاز، فاحتاط الشافعي رضي الله تعالى عنه فحسب الشيءَ نصفا، إذ
لو كان فوقه لقال: "تَسع ثلاث قرب إلا شيئا" على عادة العرب، فتكون القلتان
خمس قرب، والغالب أن القربة لا تزيد على مائة رطل بغدادي، وهو مائة وثمانية وعشرون
درهما وأربعة أسباع درهم في الأصح، فالمجموع به خمسمائة رطل([3]).