بقلم:
محمد توفيق
إن
السياسة شأنها كشأن الأمور التي تختلف فيها الأنظار ويحتدم حولها النزاع بين الأشرار
والأبرار، فلا هي محمودة مطلقا ولا مذمومة مطلقا. بل يقال فيها مثل ما يقال في سائر القضايا المستجدة
"حسنها محمود وقبيحها مذموم"، فهي متى نحسن توظيفها ونسعى بها إلى
الخيرات والإيجابيات تقبل وتنفّذ، وإلا فهي تترك وتُنبَذ.
ثم
إنها-بغضّ النظر: هَلْ لها أصل في الشرع أو لا؟- أصبحت ولها ارتباط وثيق وصلة قوية
بما يسمي بـ"الديمقراطية"، خاصة في القرون المتأخرة، حتى لا تكاد تُذكر إحدى
الكلمتين ولا تُسمع إلا ويتبادر إلى الأذهان تصور الأخرى. وذلك لأن رجال كل الدول
القائمة على النظام الديمقراطي، لم تقم بينهم علاقة أكثرُ من أن تكون علاقة سياسية،
وفي حدود الأمور السياسية. ولهذا نجد من الناس من يشتد في ذم السياسة ورجالها، حتى
إن الشيخ محمد عبده وهو رائد الإصلاح السياسي كان في آخر المطاف آثر ترك السياسة
مخالفا لأستاذه الشيخ جمال الدين الأفغاني، وأخذ يلعن كل ما اشتق من كلمة "ساس يسوس".
كما
أننا نجد أيضا من الناس من يرحّب بالديمقراطية ويفتح لها الباب ويفسح لها الميدان
للتطبيق وحمل حياة المجتمع عليها لِمَا يراه من أن هناك نقطة التقاءٍ بين أهداف الديمقراطية
وبين مقاصد الشريعة الإسلامية.
فما
الذي يهمني هنا؟؟